رسالة للمعتصمين في ميدان التحرير

In برنامج مصر ..خارطة الطريق by abid

 

احترام كرامة الإنسان طريقنا للحفاظ على ثورتنا

نحن الموقعين على هذا البيان من الأفراد والمنظمات نعبر في البداية عن تضامننا التام مع الثوار المعتصمين في ميدان التحرير وتقديرنا لنضالهم دفاعا عن مطالب الثورة وحق الشهداء في العدالة وإصرارهم على تطهير البلاد، وخاصة أجهزتها الأمنية التي قامت هذه الثورة في مواجهة ما تمارسه على الشعب من تعذيب وقمع الموقعين، ونقدر ونتفهم تماما ما يتعرض له المعتصمون من مخاطر اندساس عناصر تعمل على افتعال المشاجرات وتشتيت وحدة الاعتصام مستخدمة في ذلك شتى الوسائل من بث الشائعات واستخدام العنف.

مع ذلك فقد أفزعنا كثيرا ما تعرض له عدد  من المواطنين، حتى لو كانوا بلطجية أو لصوص، يومي الاثنين والثلاثاء 11 و12 يونيو 2011 – على أيدي بعض المعتصمين من إهانات جسيمة وعنف شديد يرتقي إلى درجة التعذيب.

لقد قامت هذه الثورة من أجل ضمان الحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية لكل المصريين والمحاكمة العادلة للمتهمين منهم، مؤمنين أن حق الإنسان في ألا يتعرض للتعذيب أو العنف المفرط أو المعاملة التي تهدر آدميته وتحط من كرامته هو حق مطلق لكل إنسان، بغض النظر عما إذا كان بلطجيا أو لص.. كما اعترض الكثيرون من الثوار على تحويل ما أطلق عليهم اسم البلطجية إلى المحاكمات العسكرية اعترافا بحق الجميع في محاكمات عادلة وتطبيق القانون.. وهو المطلب الذي اكتسب توافقا بين الثوار، فما بالنا بالتعذيب الذي هو من أفظع الجرائم.

نحن نقدر التحديات الجسيمة التي تواجه المعتصمين، وخاصة المسئولين من بينهم عن عمليات التأمين في فرز الثوار من المندسين عليهم، لكن ذلك لا يبرر أن نستخدم نفس السلاح الذي ثرنا ضده، لا يعقل أن نثور ضد تعذيب الشرطة ثم يمارسه بعضنا حتى ولو ضد أعداء الثورة.. ونذكر أن التعذيب جريمة سواء مارسها رجل شرطة أو ثائر من الثوار وسواء كان ضحيتها مجرما أم بريئا.. وأن ممارستنا للتعذيب تعتبر انتصارا لمن حاولوا أن يبرروا التعذيب بأنه ضروري في بعض الأحيان ونؤكد أنه من الأفضل لثورتنا ولأمتنا أن يفلت من بين أيدينا ألف بلطجي ولص على أن يتحول ثائر واحد منا إلى مجرم يمارس أبشع جريمة عرفتها البشرية “جريمة التعذيب”.

 

 

المنظمات الموقعة :

مؤسسة قضايا المراة المصرية

المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع الطفولة

المبادرة المصرية للحقوق الشخصية

الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان

مؤسسة المرأة الجديدة

مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان

مركز أكت

مركز النديم لتأهيل ضحايا العنف

مركز هشام مبارك للقانون

Share this Post